في حواره مع "إضاءة"وليد المشيرعي: معركة الحديدة محسومة لصالح التحالف وسياسة المبعوث الأممي "عقيمة"كتب روزا النديم | السبت 22-09-2018 13:00 |
- الحوثي جماعة أيدلوجية مسلحة لا تقبل بالآخر
- الحوثيون يسخرون المفاوضات لتحقيق مكاسب على الأرض
- جريفيث يتبع مع الحوثي سياسة "العصا والجزرة"
- الميليشيات تقرأ رسائل المبعوث الأممي بشكل معكوس تماما
أكد وليد المشيرعي، الكاتب الصحفي اليمني، وعضو حزب المؤتمر الشعبي، في حواره مع "إضاءة" أن معركة الحديدة محسومة لصالح التحالف والقوات اليمنية نظرًا لعدم وجود مقارنة بينهم وبين جماعة الحوثيين من حيث القوة العسكرية والبشرية، لافتًا إلى استخدام المبعوث الأممي جريفيث لسياسة العصا والجزرة مع الحوثي واصفا إياها بـ "سياسة عقيمة"...وإليكم نص الحوار:
- هل أوشكت معركة الحديدة على الإنتهاء لصالح الحكومة الشرعية والتحالف؟
* لا يوجد وجه مقارنة بين قوة وتسليح التحالف ومعه فرق المشاه اليمنيين من قوات حراس الجمهورية والعمالقة وبين الحوثي، بالتالي المعركة محسومة لصالح التحالف، ولَم يوقفها إلا المبعوث الأممي جريفيث؛ طمعنا منه في إعطاء الحوثيين درسًا بأنه يستطيع أن ينفعهم وأيضًا يضرهم.
- لماذا رفض الحوثيون الذهاب لجنيف؟
*الحوثيون كما عرفناهم وعرفهم العالم جماعة مسلحة ذات دوافع أيدولوجية لا تقبل بالآخر، إلا إذا كان هذا الآخر أداة طيعة لها وعاملاً مساعدًا لتحقيق أهدافها لبناء منظومتها الأحادية في الحكم. وتلك الجماعة من المستحيل أن تسلك أي مسلك إيجابي على طريق التفاوض من أجل السلام، والتعايش والعودة إلى الديمقراطية و الحوار على طاولة الوطن، وهذه الجماعة في جميع الأحوال تتعامل بلا جدية مع المفاوضات بل وتسخرها كوسيلة لتحقيق مكاسب على الأرض أو على الأقل لتضييع الوقت واستمرار مآسي الحرب وبالتالي إرغام العالم على القبول بهم كأمر واقع.
- هل هناك مرونة في التعامل الدولي مع الحوثيين؟
*الأمم المتحدة تغض الطرف عن العملية العسكرية في الحديدة لإيصال رسالة للحوثيين بأن مبدأهم ومنتهاهم عندها، ومن الأفضل الجلوس على مائدة التفاوض، المبعوث الأممي يسير على نفس سياسة المدرسة القديمة ولكنها للأسف تصطدم بموانع الفهم الموجودة لدى الحوثيين، ومنها حسابات الدولة التي تدعمهم ونسقت وجودهم منذ البداية"إيران"، وخلاصة القول أن الحوثي حتى وإن حضر إلى جنيف ٣ فلن يكون حضوره إلا رقصة مسرحية هزيلة ضمن المهرجان الكبير الذي يقوم بتسويقه لخداع العالم .
-إلى أي مدى يمكن أن ينجح غريفيث في إقناع أنصار الله بالعودة للتفاوض؟
*جريفيث يتبع مع الحوثي سياسة "العصا والجزرة" .هذه المدرسة القديمة التي عفى عليها الزمن، فمنذ الوهلة الأولى لتسلمه ملف الأزمة اليمنية حرص المبعوث الأممي على إظهار مقدرته في تقديم "مكافآت" للحوثي لجرهم إلى طاولة التفاوض ورأينا جميعاً تحركاته المحمومة لوقف عملية تحرير الحديدة، فضلاً عن إشادته بشخص عبدالملك الحوثي، و ذلك الاتفاق الصادم بإقامة جسر جوي لنقل الحالات الحرجة من صنعاء وهي الحالات المشكوك، بأنها لخبراء إيرانيين ومن حزب الله، هذه التحركات هي التي أوجدت الانطباع أن الموقف الأممي انقلب لصالح الحوثيين .
وحتى حين خذله الحوثيون ولازالوا يخذلونه برفضهم حضور جنيف ٣ ومازال جريفيث متمسكاً بسياسته العقيمة التي يقرأها الحوثيون بطريقة معكوسة تماماً، ويجهلون أن هناك عصا غليظة بانتظارهم تتمثل في حرمانهم من السيطرة على أكبر موانئ اليمن .
-القيادي الحوثي عبدالملك العجري طرح مبادرة "إنهاء الانقلاب والعدوان".. هل يعكس هذا تغييرًا في موقف جماعة الحوثي؟
*من المعروف أن الحوثيين يمارسون لعبة تبديل الأدوار .. هذا يٌصعد وآخر يٌهدئ، إنهم يتبعون مخططًا لتشتيت الرأي العام العالمي، وفِي الوقت ذاته كسب مزيد من الوقت لترسيخ شرعيتهم الثورية على الأرض، وهذا ما تدركه الحكومة الشرعية، لكنها محاصرة في الوقت ذاته من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي تدعي حرصها على سلامة المدنيين في الحديدة، بينما التحالف يستخدم أدق وأحدث تكنولوجيا في قصف الأهداف العسكرية، ولكن حدثت أخطاء بسيطة استخدمها الحوثي لكسب الاستعطاف الدولي، أما عن العملية العسكرية في الحديدة فمفروغ منها تمامًا لصالح التحالف والجيش اليمني.