
جندياً متعفّناً في بزتي "الزيتي" على رأسي" بيريه" يتدلى في مقدمته شعار الجمهورية العربية اليمنية وتحته أكوام من القمل والصيبان ،،
كنت أرى الناس يتعانقون وفي السماء تدوي مفرقعات نارية .
لم أحتفل للمشهد ،
كتفي يكاد ينخلع من حمل بندقيتي وقدماي ملتهبتان ببيادة أثقل من همي ،،
كان همّي انهاء خدمتي في حراسة الجولة وتفتيش السيارات المشبوهة ثم العودة الى سريري في العنبر للنوم ،
لاشيء كان في رأسي غير النوم الذي يغالبني عليه أداء واجبي .
صباح اليوم التالي تم جمعنا في طابور عسكري لم أشهد مثله من قبل ،،سألت زميلي : ماذا يجري ؟
قال: يستبدلون شعارات البيريه .
كان بجواري جنديٌ آخر يرتدي بزة عسكرية غريبة "كاكي" وفي يده شعار آخر"جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" ينتظر ومثله كثيرون .
جاء دوري ،وأعطوني شعاراً جديداً قرأته "الجمهورية اليمنية"،، أدركت في تلك اللحظة لماذا كانوا يحتفلون ولأي شيء كانوا يطلقون المفرقعات في الأجواء .