كنت طفلة في التاسعة أو العاشرة من عمري ،، لاأتذكر بالضبط تاريخ اليوم الذي تم اغتصاب أمي فيه . أتذكر فقط أنني كنت أقشر الثوم في مطبخ ذلك الثري الذي ذهبت مع أمي للعمل في بيته الباذخ. كان صراخها يملأ الآذان وصوت أذان العصر يدوي في الارجاء ، لم أميز حينها بين صراخ أمي وصوت الأذان ، ظللت أقشر الثوم . لن أعيقكم عن قراءة سيرتي الذاتية فأنا "بنت الشغالة ". والدي كان يضرب أمي التي كانت من بيت الى بيت تشقى وتكد لتوفير بضع جنيهات تكفي لإكمال تعليمي . اسمي فاطمة ،، لاأحب الحديث عن أبي وأكره أمي حين بكائها على ضريحه ، أتذكر فقط أوراق المال التي أخذتها أمي من ربها ودموعها المنكسرة . اليوم أنا أستاذة جامعية أحاضر في مجال الفيزياء النووية ،، كنت قليلة الكلام في طفولتي اراقب واتعلم مثل نحلة صغيرة تجني الرحيق من ورود حولها الكثير من الزبالة .
وليد المشيرعي
القاهره
20/5/2016