إذا افترضنا أن البخاري "كاذب" و "فاشل" كما يقول أعداؤه المعاصرون فنحن إذن والحضارة الإنسانية بأكملها مدينون لهذا "الكاذب" في بناء المنظومة الاسلامية الشاملة من القيم والمبادئ التي شكلت ثقافة مليارات البشر على مدى ١٤٠٠ سنة .
الإسلام ليس ديانة كهنوتية بل ثورة ضد الاستبداد والظلم ونصرة للمظلومين والمستضعفين ..
هذه حقيقة الاسلام ودع عنك ما سوى ذلك من اختلافات فقهية ..
الاسلام الحضاري الذي بنيت تفاصيله وفق صحيح البخاري اصبح منظومة ثقافية مشتركة لمعتنقيه ورابطة إخاء توحد صفهم في مواجهة اطماع "الآخر" التي لا تنتهي عند ثروات المسلمين بل تمتد إلى ادمغتهم واعضائهم التناسلية !
لماذا اصبحنا نشعر بالخزي حين ننظر إلى انفسنا كمسلمين ؟
ولماذا تتعالى الأصوات القطرية الداعية للعودة إلى جذور لم نرها ولم يعد لها وجود ؟
هل من الضرورة ان تكون العلمانية التي نسعى اليها مبرراً للانقطاع التام عن منابعنا الحضارية وهو مالم تفعله كل النظم العلمانية في الغرب عموماً وحتى اسألوا دساتيرها ستنبئكم انها مسيحية مسيحية مسيحية ؟
ثم لماذا بدأنا بذبح رابطة العروبة بعد اذ وأدنا الرابطة الإسلامية؟
هل هي مؤامرات الاعداء آتت أُكلها بعد الف عام من الحروب الصليبية حين استخدموا تنظيم الاخوان وفروعه الإرهابية في تقديم الاسلام المشوه ودمغه بالتخلف والإرهاب وكل شيء قبيح ؟
هل هو فهمنا القاصر والجاهل لما بين أيدينا من ثراء حضاري واسع الطيف ؟
هل هو غياب القيادة الناجحة للأمة واختفاء كل المؤسسات الفكرية والعلمية ؟
قد يتشعب بنا البحث ونتوه في زحمة الأسئلة لكن الثابت أن الإسلام حضارة وهوية وان للبخاري صادقاً كان او كاذباً فضل كبير في انشاء هذا الصرح العظيم الذي يريد لنا اعداؤنا ان نخجل منه !
