في حوار خاص لـ"إضاءة":وليد المشيرعي: انتحر الحوثيون بقتلهم علي عبدالله صالحكتب روزا النديم | الأحد 10-12-2017 12:23
كل العالم أدان مقتل صالح باستثناء إيران وقطر
لا يوجد أمام ميليشيات الحوثي إلا مغادرة المشهد السياسي
اليمنيون أصبحوا موحدين بعد اغتيال صالح في منزله
أكد وليد المشيرعي، رئيس تحرير جريدة الهدهد اليمنية والقيادي في حزب المؤتمر، أن الأجواء غير مستقرة في صنعاء حيث تعيش المدينة هدوء يسبق العاصفة، مستنكرًا الجريمة الوحشية التي قامت بها جماعة الحوثي وأفضت لمقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح .
"إضاءة" التقت وليد المشيرعي، القيادي في حزب المؤتمر للتعرف علي مستقبل الوضع في صنعاء بعد مقتل زعيم حزب المؤتمر علي عبدالله صالح.
في البداية ما توقعاتك لمصير اليمن بعد استشهاد الرئيس السابق على عبدالله الصالح؟
اليمنيون بعد هذه الجريمة المروعة أصبحوا موحدين وعلى قلب رجل واحد تتملكهم الحسرة والألم على اختلاف مشاربهم وأطيافهم وأحزابهم بما فيها تلك التي ناصبت العداء لهذا الزعيم البطل والرجل الوفي لشعبه ووطنه وأمته، بصورة عامة لقد انتحر الحوثيون بارتكابهم لهذه الجريمة الشنعاء، وإزاء هذه المشاعر الجياشة لم يعد أمام جماعة الحوثي صاحبة الدعم الإيراني إلا مغادرة المشهد السياسي أو في أعلى تقدير أن تحلم باستمرار الاعتراف بها كمكون سياسي في العملية السلمية والحوار الوطني الشامل، أما على الصعيد العسكري فقد أصبحت السيطرة الحوثية على الجبهات مسألة مؤقتة خصوصاً بعد انسحاب القوات الموالية للزعيم وانحسار الدعم الشعبي للجماعة بشكل غير مسبوق.
ماهو الوضع حاليًا في صنعاء؟
الأوضاع حتى الآن غير مستقرة في العاصمة صنعاء حتى وإن كان الهدوء غالباً على الأجواء، حيث يدرك الحوثيون أن هذا الهدوء هو ما قبل العاصفة التي ستودي بهم إلى مزبلة التاريخ، والدليل على ذلك هو ما تقوم به هذه الجماعة من حملات قمع غير مسبوقة لكل الأصوات غير المؤيدة لها، فضلاً عن حجب مواقع التواصل الاجتماعي وهو ما لم يحدث على مستوى العالم إلا في كوريا الشمالية وإيران .
التحالف بين صالح والحوثي استمر لثلاث سنوات برأيك لماذا وصلت حدة الخلاف بينهم لهذه المرحلة؟
التحالف تصحيحاً لم يكن نتاجاً لمصلحة خاصة للمؤتمر بل عن إدراك للواجب الوطني في مواجهة تدخل خارجي يستهدف تحقيق الأغلبية لفئة ضد فئة وتدمير البنية التحتية للبلاد، وهو الإدراك الذي لم يهضمه الحوثي ،حيث استولت عليهم رغبتهم الجارفة في التفرد بالقرار الوطني وتهميش دور المؤتمر، ومنذ البداية حاولنا في المؤتمر التنبيه لهذه السلبيات لكن بمرور الأيام أوغلت الجماعة في ممارساتها التهميشية؛ فضلاً عن ما انتهجته من سياسات اقتصادية وإدارية فاشلة أدت إلى تجويع الشعب ودخلت بالمواجهة مع التحالف إلى مرحلة عبثية لا جدوى منها سوى استمرار بقائهم في السلطة والسيطرة على مقدرات الشعب، ولطالما ارتفعت الأصوات المؤتمرية الداعية لفض الشراكة مع هذه الجماعة والانحياز لحقوق الشعب وفي مقدمة هذه الأصوات الزعيم نفسه، لكن في كل مرة كان الحوثيون يلجئون للمناورة والتسويف والوعود الكاذبة بينما ترتيباتهم مبيتة على الغدر والخيانة .
الجميع كان يعرف أن قوة الرئيس صالح ونفوذه تتخطى بمراحل الحوثيين.. ما أسباب تغير موازين القوة؟
قوة علي عبدالله صالح لم تكن عسكرية فقط بل سياسية وشعبية بالدرجة الأولى .. وإذا كان الحوثيون استغلوا ثبات وإصرار الزعيم الشهيد على البقاء والصمود في منزله داخل العاصمة وقاموا بجريمتهم ..فإنهم لم يدركوا ماذا ستكون عاقبة الجريمة وأنها لا تعمى العيون بل تعمى القلوب التي في الصدور .. لم يدركوا أنهم إنما ينتحرون بهذه الفعلة وهو ما لم يخطر ببال الزعيم أن يكون أعداؤه بهذا القدر من الغباء فيقدموا على تصفيته، والمواجهة البطولية التي ختم بها الزعيم تاريخه المجيد متحدياً بسلاحه الشخصي زادت رصيده من الحب لدى شعبه، ولعل ذلك ما دفع الحوثيين لفبركة تلك التمثيلية القائلة أنه قتل هارباً خارج العاصمة وعادوا وقاموا بنفي تلك الفبركة بقصة أكثر تعاسة تقول أنه قتل بخيانة من حراسه ! وعاود وأقول إن كل ما يصدر الآن عن الحوثيين ينم عن التخبط والضياع وأنهم عاجلاً سيدفعون ثمن فعلتهم.
اليمن مجتمع قبلي وصالح ورفاقه من قبائل كبيرة ..هل يدفع ذلك نحو حرب أهلية؟
مصطلح الحرب الأهلية يبدو مخيفاً للكثيرين لكن الحاصل في اليمن أن شعبنا ذاق مرارة الصراع الداخلي سبع سنوات متلاحقة، وإذا كان الزعيم الشهيد قد استطاع بحضوره تجنيب البلاد الحرب الأهلية، فإنه بتضحيته هذه قد أخرج البلاد من هذا المأزق حيث أصبح الصراع صراعاً وطنياً ضد جماعة من خارج التاريخ تريد بسط سيطرتها وثقافتها المسمومة على شعب جبل على التعدد والتعايش بين كل مكوناته.
ما رأيك في رد المجتمع الدولي على حادث مقتل صالح؟
المجتمع الدولي بكل منظماته وهيئاته وكافة الدول الشقيقة والصديقة - باستثناء إيران وقطر - دانت واستنكرت هذه الجريمة وحملت الحوثيين تبعاتها وما يترتب عليها من تداعيات .
أخيرًا هل يستطيع العقيد أحمد صالح أن يخلف والده ويعيد التوازنات داخل اليمن؟
يتمنى الجميع نجاح هذا المسعى ونحن جميعاً مع العميد أحمد علي عبدالله صالح على النهج الوطني للمؤتمر الذي أسسه ورفع بنيانه والده الزعيم الشهيد .
|