العتبة الخضراء

بقلم /وليد المشيرعي

حكام الخليج الذين يمتهنون المرأة في بلدانهم ويصادرون ولايتها على نفسها ومالها وحتى قيادة سيارتها ، احتفلوا بالأمس في قمتهم التعيسة تحت أقدام السيدة تريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا وهي تعلن أن أمن عروشهم من أمن التاج البريطاني .
مفارقة عجيبة غريبة أن تتهدل عقالات العربان وانوفهم والآذان في حضرة حرمة وهم الذين اعتادوا صفع الحريم وجلدهن ورجمهن ومصادرة كل حقوقهن !
ومفارقة اكثر عجباً وغرابة ان تقبل سيدة بريطانية متحضرة دخول قاعة تعج بالساسة "الذكور" ليس فيها من امرأة سواها !!
اذا عدنا لمربط الفرس والاسباب والدلالات في هذا المشهد سنعرف ان بريطانيا بحاجة للمال الوفير الذي يتدفق على خزائنها من ايراد النفط الخليجي خصوصاً بعد خروجها المزعوم من الاتحاد الاوروبي ،،ولهذا لاتمانع في بيع الوهم ولو لبضع دقائق قبل نهاية المسرحية !
وسنعرف ايضاً ان حكام الخليج ترتعد فرائصهم من قدوم ترامب للبيت الابيض محمولا على فيض من الطموح في ثرواتهم المتكلسة ،، ولهذا يقبلون بشراء بعض الوهم من "الحرمة" تريزا ماي ربما لإرجاء نهاية المسرحية بضع دقائق .
ضعف الطالب والمطلوب .
ترافقاً مع مشهد القمة الخليجية الأخيرة وهي الأخيرة فعلاً تذكرت اسماعيل ياسين حين اشترى ميدان الأوبرا والعتبة الخضراء من النصاب أحمد مظهر في الفيلم الشهير ،
ضحكت لكنه ضحك كالبكاء .

نشر في صحيفة الثورة
نشر في الحوار المتمدن