تشكيل
قصة قصيرة
الكاتب : وليد المشيرعي
جمال الكون في لوحة
زيتية ، باعها رسامٌ متشرد لأحد الاثرياء بما يكفيه لشراء بضع وجبات وزجاجتي شراب
. كان الثري شاطراً ومفاوضاً جيداً فيما كان رأس الرسام منشغلاً بفكرة عابرة عن
نحلة جميلة تجني الرحيق من زهرة برية غطتها قطرات ندى الصباح . تمّ البيع ،، ولسبب
غير مفهوم أزال الثري توقيع الرسام واشترى إطاراً ذهبياً فخماً استقرت بين
اركانه اللوحة الزيتية التي رسمها الفنان المتشرد . اللوحة من الناحية الفنّية
كانت أكثر من جيدة فيها يتناغم اللون بتدريجاته المثيرة ويغني الظل للضوء كما تغني
فيروز في الصباح ،وتبدو بوضوح لطخات الفرشاة ، تلك اللمسة السحرية التي يتميز بها
الفنان الحقيقي عن غيره من الأدعياء ، في استقبال ضيوفه كان الثريّ يشير إلى
اللوحة المعلقة في بهو قصره ويقول منتشياً (اشتريتها من باريس بعشرين ألف يورو )
الجميع أبدوا اعجابهم وانبهارهم بروعة اللوحة وجمالها الآسر ، لكن قليلاً من
الضيوف كانوا على يقين ان الثري أبخل وأحقر من شراء لوحة أصلية بتلك الروعة فبدأوا
بالهمس وانتشرت في أركان الحفل مادة مثيرة للسخرية .. لقد اشترى لوحة مقلدة لرسام
عالمي ، وادّعى انّها أصلية ومن باريس أيضاً ! وفيما كان الرسام المتشرد يحتسي آخر
قطرة من الشراب كان الثري لايزال منتشياً وهو يتمتم : يالهم من حمقى !!
19/8/2015
