بقلم /وليد المشيرعي
رسوم: سالي سمير |
عاش اليمنيون كثيراً من الحروب اما اهلية او قبلية وباتوا يشهدون بالقول "بعد الحرايب عافية" ،
هذه الحرب التي نعيشها اليوم قياسية من حيث استخدام الاجنبي في قتل اليمني لاخيه اليمني واستطال الامر الى تدمير البنية التحتية لأفقر بلد في العالم ،
ليس بعد هذه الحرب اي عافية طالما ان قادة اطرافها سيتنازلون عن حق وطنهم في استعادة ماتم بناؤه خلال خمسين عاماً ،،
الجميع يدركون ان الحرب ستنتهي وفق التقاليد اليمنية "صلح قبلي" وبوسة راس وهَجَرْ ومحدعش وربما هذه المرة تسعطعش !
اصحاب المواقف الرمادية واولئك الذين التزموا الصمت الزؤام طيلة عام ونيف من الحرب التي دمرت بلادهم سيظهرون رويداً رويدا ،، ويقول قائلهم كنت اعرف ان هذا سيحدث ،،وان لامنتصر في الحرب بين الاخوة ولامناص من التصالح ،
مسكينة تلك المرأة التي قذفت بفلذة كبدها الى سفح صخري يلقى فيه حتفه ،،لم تكن تدرك ماادركه الصامتون ،،
مسكين ذلك الذي تمزق جسده في الخندق واختلطت دماؤه بدموعه وذكرى احباء ينتظرون قدومه منتصراً ،،
مسكين كل قلم وصاحب انشودة اثار الحماسة في الجنود لقتل بعضهم البعض ،
مسكين ذلك الطفل الذي فقد اسرته في حادثة صاروخ عابرة ولم يجد عيناه ليبكيهما ،
مسكين ذلك التقدمي الذي وجد نفسه مخيراً بين شهادتي زور لتخلف أوتخلف مضاد لكي يملأ أمعاءه الخاوية ،
مسكين ذلك الذي قرأ القرآن ليالٍ عشر وعشرين وثلاثمائة متضرعاً داعياً بالنصر لأخيه ضد أخيه ،
مسكين أنا أكتب هذه الحروف في حضرة من أشعلوا نار الحرب واليوم هم على مائدة واحدة يتقاسمون ماخلفته من رماد .
للأشرار شيطانٌ كريم يبثهم سحر الخلاص من ماأجرمت أيديهم في حق المساكين ،وللمساكين ربٌ عدالته مؤجلة ،
مسكين أنت ياوطني ليس لك من غريم ٍ الا ابناؤك المساكين .