بقلم /وليد المشيرعي
يحكمون يقررون يملأون حياة الشعوب بما يطيب لهم دماراً كان او عماراً او بين البين ،
هؤلاء القادة والزعماء بينهم وبين شعوبهم لغة للخطاب يتولى ادارتها اصحاب الفكر والقلم فإذا فسدت هذه اللغة تكون العلاقة فاسدة بين الحاكم والمحكوم ويأتي النتاج اكثر فساداً.
ليست هذه فلسفة او نظرية قابلة لاحتمال الخطأ والصواب ، انها حقيقة أدركها بنو آدم منذ بدء الخليقة .
على مدار العصور تنوعت اشكال القلم وتعددت مواهب اصحاب الفكر في لعب دور الوسيط بين الشعب والسلطة ،
تخبرنا دفاتر الايام ان الحضارات الكبرى كانت تعيش ازهى عصور ازدهارها في صحبة الفكر المتحرر والاقلام التي تعطي للفكر قبولاً عند الحاكم والمحكوم .
في منطقتنا كان الفكر شعراً ونثراً يعيش التجربة البشرية ذاتها ونقرأ فصول التاريخ يدهشنا استشراقات ابن المقفع ،، فكر الجاحظ وجرأة العسقلاني والغزالي وابن رشد ،، شعر المتنبي وحكمة المعري وصحائف ابو حيان التوحيدي ،،
كل هؤلاء كانوا في صدام مع الحاكم ووئام مع المحكومين رغم احتياجهم لمعونات بيت المال التي لم تنقطع ولم تقطع معها اعناق المفكرين ولا كسرت اقلامهم ،، حالات نادرة حدثت فيها مثل هذه الجرائم في ظروف اكثر ندرة ،،ولكل قاعدة شواذها .
اليوم هانحن في عصر النشر الالكتروني ولم يعد للحاكم حاجة في شيئ يبقيه حاكماً سوى غسيل ادمغة المحكومين اليكترونياً ،،
انكسرت الاقلام وجفت منابع الفكر وتمزقت كل الصحف .
هو انهيار قادم للحضارة او بمعنى اوضح "حضارة" جديدة ليس فيها مجتمعات انسانية الملامح بل قطعاناً من القرود .