آخر الأخبار

الزيارات

حسابي الشخصي على الفيسبوك

الاثنين، 9 نوفمبر 2015

الزعيم .. معركة أخيرة

الزعيم .. معركة أخيرة 
بقلم/وليد المشيرعي

على مدى ٣٣ عاماً من حكمه لليمن أفقر دول العالم وأكثرها امتلاءً بالمتناقضات ،تحالف علي عبدالله صالح مع الكثيرين وتصارع مع الكثيرين ..خذله الكثيرون وهو بنفسه خذل الكثيرين ليصنع المزيد من مبغضيه على مدار العالم .
للبقاء في سدة الحكم لم يكن الرقص على رؤوس الثعابين هو اللعبة الوحيدة التي اجادها (الزعيم) كما يطلق عليه اتباعه منذ خروجه من السلطة عام ٢٠١١م بموجبات الربيع العربي ..انه مستمع جيد ومتحدث ساحر ولطالما اذهلت ذاكرته الخارقة أعداءه قبل اصدقائه .
رعاة الاغنام الذين خرج من اوساطهم بارعون في فرز قطعانهم يعرفون الحلوب منها والعجفاء والشاردة والساكنة ومثلما أن منازلة وترويض التيوس المناطحة تغويهم فإن لديهم الجاهزية لذبح "المتردية" من افراد القطيع والاستفادة من لحمها قبل نفوقها .
الانتقال الى السلك العسكري وتدرجه في المناصب القيادية خلال حرب الثورة اليمنية (٦٢- ١٩٦٧م)
كان يعني الكثير لرجل مثله من قبيلة "سنحان" غير ذات النفوذ والدائرة في حلف "حاشد" ورغم ما اضاف المزيد من المهارات لـكنه ظل "تيس الضباط" كما كان يتندر عنه قادته ومنهم الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي .
صالح الذي لم يتوقف عن الحركة والنشاط المحموم الذي يعيده الكثيرون الى ولعه بالظهور وحب الشهرة والسلطة استقبل الكثير من الجراح في المعارك كان اقساها في محاولة اغتياله عام ٢٠١١ التي لاتزال بغموضها توحي بحجم ما يمتلكه من اسرار استدعت تصفيته في الحادثة الشهيرة "تفجيرجامع النهدين".. ونجاته بمبادرة خليجية رممت وجهه لم تكن كافية لترتيب حسابات الجيش والتوريث لأسرته الضئيلة غير الخبيرة بمواهب رعي الغنام .
حادثة أخيرة لهذا "الرمز" اعادته للحياة السياسية وواجهة الاحداث ، نفق حفره لصوص لسرقة خزانة منزله كان لها دور في انجاز ثورة "زيدية" تطيح بما تبقى من مخالب للجارة الكبرى السعودية التي طالما حماها في البلاد.
الحرب القائمة التي يخوضها الزعيم ضد أقوى كتلة اقتصادية في العالم هي معركة أخيرة تسقط الكثير من العروش في المنطقة لكنها ستحصد بالدرجة الأولى من لايجيدون فن الحرب والسياسة ومهنة رعي الغنم في أفقر بلاد العالم .